الاثنين، 17 ديسمبر 2012

قبيلة بجاوة         

بجاوة
من أصل بربري استوطنوا شمال البلاد التونسية في سهل وادي جومين الذي يفصل بين قبيلتي بجاوة و هذيل و يحدد المستكشف الفرنسي Pellissier بعض القبائل المجاورة لبجاوة في منتصف القرن 19 بين باجة و تاهنت نجد على الشمال هذيل وعلى اليمين الكعوب و أولاد صولة و أولاد منديل ( وهي عروش رقيقة من بقايا أولاد بالليل الكعبيين )
وينسبها Pellegrin إلى قبيلة "بوجاوة" أصيلة القبائل الجزائرية بجهة بجاية
وتنقسم قبيلة بجاوة إلى أحد عشر فرعا و هي :
بني مزّة – بني سليمان – بني عبد الجبّار – بني مليكة – بني يرمان – بني عبد العزيز – بني تيزي – بني ميمون – ملالة – طيّاش – تاهنت
وقد انضم إليهم مجموعات قبلية أخرى مثل الكعوب و الوسالتية
وحول أصل بجاوة يبدو أن الأوائل قدموا من مدينة بجاية في زمن غير محدد وتعود تسمية مدينة بجاية إلى اسم القبيلة "بجاية" الصنهاجية المتواجدة في المناطق الجبلية قرب وادي الصومام ولها منفذ مأمون على البحر و قرب مرسى قديم لهذه القبيلة بنى الناصر بن علناس الحمادي مدينة سمّاها الناصريّة سنة 460/1068 و لكن اسم القبيلة "بجاية" بقي شائعا و غالبا على المدينة الناصر ومن الملاحظ أن هذه القبيلة كانت مستقرّة بقرية صغيرة وحسب ما ذكر البكري أن بجاية كانت قرية صغيرة قبيل بنائها من قِبل الناصر بن علناس و حول هذا الموضوع يقول صالح بعيزيق " بحثت السلطة الحمّادية ( المنحدرة من صنهاجة) عند اختيارها لموقع مدينة بجاية حين أرادت تأسيسها سنة 1068 عن وسط قبلي هادئ أو على الأقل قابل للانصياع لاسيما و أنها فرّت من الضّغط الذي مارسته عليها قبائل بني هلال و اختارت أن تنزل وسط قبيلة بجاية الصنهاجيّة "
و يبدو أن قبيلة بجاية قد تكون في العهد الحفصي اندمجت تماما في المدينة و البعض منهم بقي متفرّقا بين قبائل البربر حتى أيام ابن خلدون في القرن 14م
و يقول الدكتور موسى لقبال " يظهر أن رهطا من بجاية هاجروا إلى افريقية لأننا نلاحظ في الشمال التونسي اسم "بجاوة" و ينسب إليها الكثير من النّبهاء في عصرنا و النسبة إليها كالنسبة إلى بجاية "بجاوي" وعلى ذلك إن صحّت نستها إلى بجاية الأم في المغرب الأوسط تكون هي (أي قبيلة بجاوة)و اسم مدينة بجاية آخر ما تبقّى من صنهاجة العتيدة"
و أول ذكر ل"بجاوة" ورد في مؤلف "المشروع الملكي في سلطنة أولاد علي التركي" لمحمد الصغير بن يوسف (الذي أرّخ لبداية حكم الأسرة الحسينية) و كان يسميهم تارة بجاوة و تارة "الغرابة" وهي تسمية تطلق على كل القادمين من الغرب وخاصة من الجزائر
و يخبرنا محمد الصغير أنه خلال الفتنة التي قامت بين حسين بن علي(1705/1735) وابن أخيه علي باشا (1735/1756) كان الغرابة و يسمون "بجاوة" أما قايدهم هو علي بن سعيد وكان أيضا شيخا لمدينة ماطر و كانوا مستقرين في جهة ماطر أواسط القرن18م
وقد وقع ترحيلهم قسرا إلى جهة بنزرت وذلك لكثرة غاراتهم على المناطق المجاورة وخاصة قبيلة هذيل و يذكر الصغير بن يوسف أنه نظرا لامتلاكهم كمية وافرة من البارود كانوا يقومون بغارات على المناطق المجاورة لهم ففرض عليهم محمد الرشيد بن حسين تغيير موطن إقامتهم و الانتقال إلى نواحي بنزرت و رغم محاولتهم استرضاء الباي بخمسين ألف ريال مقابل إبقائهم في موطنهم الأصلي فقد اضطروا إلى الانتقال إلى بنزرت في البداية العساكر ثم لحقت بهم عائلاتهم ومع ذلك لم يتخلوا عن تنظيم غاراتهم خاصة على سكان هذيل من مستقرهم الجديد ويبدو أنهم عادوا إلى موطنهم الأصلي بجهة ماطر وجومين في فترة حكم علي باي
وكانت قبيلة بجاوة تكون "وجق الغرابة" و في الفرن19م استقل الغرابة عن زواوة وأصبحوا منظمين في "وجق" خاص بهم و كاهيته يسمى محمد أوضاحي وقد كان في نفس الوقت خليفة بنزرت
وبعكس زواوة و الحنفيّة الذين لم يكونوا مكلّفين بمهام عسكرية في أوقات السلم فقد كان الغرابة (بجاوة) يساهمون في حراسة بنزرت أثناء الليل و من الملاحظ أنهم لم يؤمروا بالتوجه إلى الحاضرة (تونس) سوى مرة واحدة و كان ذلك سنة 1864
وكعسكر يكون جلّهم معفى من أداء ضريبة المجبى لذلك كانت مشاركتهم ضئيلة في انتفاضة 1864 ولكن كانت لهم مساهمة فعّالة في مقاومة المستعمر الفرنسي كما تشير إلى ذلك دراسة قامت بها مصلحة الاستعلامات لجيش الاحتلال سنة 1885 تحت عنوان "احتلال البلاد التونسية 1881/1883 " فقد التحق متطوعون من بجاوة وهذيل و جزء من سكان ماطر بقبيلة مقعد في 12 ماي 1881 و انتشروا في سهل ماطر و لم تتمكن قوات الاحتلال من القضاء نهائيا على مقاومة هذه القبائل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق